“Focus Tripoli” يحتضن طاولتين مستديرتين في باريس وأنشطة متنوعة للإضاءة على ثروات مدينة طرابلس
في خضم العدwان الإsرائيلي والأحداث الدامية التي يشهدها لبنان وعاصمته الثانية طرابلس والتي تحتضن الآلاف من النازحين من قرى وبلدات الجنوب ومنطقة الضاحية، تلقي العاصمة الفرنسية الضوء على مدينة طرابلس من خلال “Focus Tripoli” والذي سيقام على ثلاثة ايام متتالية في 22- 23 و24 من شهر تشرين الجاري في معهد العالم العربي بباريس .
فبالرغم من ثرواتها التاريخية والثقافية والمعمارية، تكافح طرابلس لجذب انتباه السياح ورجال الأعمال. ومع ذلك، لا تزال هذه المدينة اللبنانية المتعددة الثقافات والمليئة بالوعود، لغزا في مواجهة مستقبلها. لماذا؟ على الرغم من أصولها التي لا تعد ولا تحصى، لا تتمكن طرابلس من ترسيخ نفسها كقطب جذب رئيسي في لبنان وفي المنطقة؟
حول هذا العدد المركزي، تنظم جمعية تراث طرابلس – لبنان برئاسة الدكتورة جمانة الشهال تدمري طاولتين مستديرتين كجزء من فوكس طرابلس، بالشراكة مع معهد العالم العربي؛ والهدف هو الكشف لعامة الناس عن صورة مدينة ذات ألف جانب، انتقائية وغير معروفة على حد سواء. تمكنت طرابلس، التي كانت تسمى “المدينة العطرة”، من الحفاظ على آثار العديد من الحضارات وكذلك تقاليد وعادات الشعوب التي تركت بصمتها هناك، وسيفتتح الأيام الطرابلسية الأولى من نوعها رئيس المعهد جاك لانج وسيتضمن معارض لأعمال رضوان الشهال وكتاب نقدي من إعداد فيصل سلطان ترجمته الفرنسية جمانة شهال تدمري.
برنامج اليومين المتتاليين
ستكشف الطاولة المستديرة الأولى، بعنوان طرابلس: “التراث والتاريخ”، عن ثراء التراث والقصص الرائعة لهذه المدينة الألفية، وتستكشف كنوزها الثقافية والتاريخية التي عبرت العصور. سيسلط خالد زيادة، مؤلف العديد من الكتب المتخصصة، الضوء على الدور الأساسي لطرابلس في التنمية الثقافية والاجتماعية للمنطقة على مر القرون. إلى جانب الخبراء والمهندسين المعماريين والمصورين والوسطاء الثقافيين وعلماء الأنثروبولوجيا، سيتناولون الأبعاد المتعددة لهذه المدينة القديمة، التي تجاوزت العصور مع الحفاظ على هوية فريدة وغنية. سيقدم جاد تابت، وهو خبير كبير في حماية التراث وكبير المهندسين المعماريين، المعرض الدولي، وهو تحفة للمهندس المعماري البرازيلي اللامع، أوسكار نيماير، الذي عرفه، والذي سجله بعد ذلك كموقع للتراث العالمي لليونسكو. يمتد التزامه أيضا إلى الحفاظ على التراث الغني للمدينة القديمة وتعزيزه. ستتناول مهى كيال الجانب الأنثروبولوجي لطرابلس، وتكشف عن عادات وتقاليد الماضي. خبيرة في التقاليد المحفوظة بشكل ثمين في هذه المدينة الفريدة في لبنان، سوف تغمرنا في حياة الحمامات والاحتفالات التي جعلت طرابلس تهتز ذات مرة. أما بالنسبة لإيمانويل خوري، الذي تولى ولاية طويلة كمدير سابق للمعهد الفرنسي في طرابلس، فإنه سيتناول الحياة الثقافية المكثفة والمتعددة الثقافات والناطقة بالفرنسية خلال سنوات ولايته. ستدير الطاولة جمانة شهال تدمري.
وستتناول الطاولة المستديرة الثانية، المعنونة “تحديات وآفاق مدينة متعددة الثقافات”، بعمق العقبات التي تعوق الآن تنمية طرابلس، وهي مدينة ذات تراث لا يقدر بثمن. سيفتتح طارق متري، الباحث والمتخصص الشهير في العالم العربي والديناميات الدينية والسياسية والحوار بين الأديان، المناقشة من خلال استكشاف التحديات المعقدة التي تواجه المدينة. ثم سيتبادل عادل عفيوني ومصباح الأحدب الخبراء في الاستراتيجية والتنمية، وجهات نظرهما لمنح طرابلس المكانة التي تستحقها على المسرحين اللبناني والدولي، بفضل مشاريعهما الملموسة التي تهدف إلى ترسيخ الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
لماذا تكافح هذه المدينة الواعدة لجذب الاستثمار والسياحة؟ ستشهد هالةالفاضل ، مؤسسة رواد وممثلة المجتمع المدني الطرابلسي، على تحديات وتطلعات المجتمع المحلي في مواجهة الاضطرابات المتتالية. يهدف هذا التبادل إلى تحديد حلول ملموسة لإعادة اختراع مستقبل طرابلس ورسم طريق جديد للازدهار والاعتراف الدولي.
ستسلط أحداث أخرى الضوء على عاصمة الشمال خلال هذين اليومين من الإجتماعات وتتضمن إلى جانب الأنشطة السابقة عرضاً لصور فوتوغرافية بعنوان” طرابلس تواجه البحر” لكل من الفنانين مارتن جوتو وإيدي شويري، إضافة إلى شاشة كبيرة ستخصص لعرض أفلام عن طرابلس ونقاشات حول السينما يديرها إلياس خلاط، فاطمة رشا شحادة وغسان كوتيت مع تحية للمخرج جورج نصر.
كما ويتناول البرنامج فن الطهو في طرابلس ، ومن الفن الجرافيكي إلى الشعر تحية للرجال العظماء وتكريم كل من رضوان الشهال وصبحي الصالح.
ويختتم البرنامج بالمشهد مع فائق حميصي وزكي محفوظ وأخيراً سوق التضامن الذي سيضم مجموعة كبير من الحرف الطرابلسية التي اشتهرت في طرابلس الحلويات والمطبخ والنحاس والصابون والخشبيات والتطريز وغيرها.