ذكاء حماس وضعف الموقف الاسرائيلي: ميسم حمزة

ذكاء حماس وضعف الموقف الاسرائيلي:  ميسم حمزة

يأتي ردّ حركة حماس على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لحظةٍ شديدة الحساسية حيث تتقاطع الضغوط الدولية مع الاحتقان الداخلي الإسرائيلي والرغبة الشعبية باستعادة الرهائن.

 فبينما حاول ترامب فرض مبادرة تُنهي الحرب في غزة اختارت حماس أن تتعامل مع الطرح بمرونةٍ ، فقبِلت بعض البنود ووضعت شروطًا على أخرى، في خطوةٍ قرأها كثيرون كمناورةٍ سياسية ذكية، فاسلوب حماس في الرد على اقتراح ترامب جعلها تؤكد للرأي العام الدولي انها طرفٍ مسؤول يسعى لإنهاء الحرب، في المقابل، يواجه الاحتلال أزمة غير مسبوقة، إذ يتحوّل الشارع الإسرائيلي إلى عامل ضغط داخلي على حكومته، بعدما بات مطلب استعادة الرهائن يتقدّم على أي اعتباراتٍ أمنية أو سياسية أخرى،  وهذا ما يدركه قادة حماس جيداً؛ فكل تأخير في الحسم أو تراجع في التفاوض سيُفاقم الغضب الشعبي في إسرائيل.

 

أما على مستوى العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، فإن أي تراجع إسرائيلي عن مبادرة ترامب سيُعتبر انتكاسة تحد للرئيس الأميركي، الذي يسعى إلى تسجيل إنجاز دبلوماسي سريع يُعيد له وهج النفوذ في الشرق الأوسط.

 

بهذا المعنى، يمكن القول إن ردّ حماس كان خطوة ذكية محسوبة بدقة، توازن بين الصمود والمناورة، وبين التمسك بالثوابت وفتح الباب أمام الحلول السياسية. ومع استمرار الضغط الشعبي الإسرائيلي والرغبة الأميركية في إنجازٍ سريع، تبدو الكرة اليوم في الملعب الإسرائيلي، الذي قد يجد نفسه مضطراً إلى القبول بما كان يرفضه بالأمس، لتجنّب انفجارٍ داخلي وسياسي والمستفيد الاكبر هو الشعب الفلسطيني الذي ترك وحيدا يواجه وحشية اسرائيل .